المؤلفات 1-3 : ظاهرة الشعر الحديث لأحمد المعداوي المجاطي (الفصل الثاني – تجربة الغربة والضياع) – VuSeen

اللغة العربية – الثَّـانِيَة باك آداب وعلوم إنسانية

المؤلفات 1-3 : ظاهرة الشعر الحديث لأحمد المعداوي المجاطي
الفصل الثاني – تجربة الغربة والضياع

.

الفهرس

أولا: المضمون الفكري للفصل الثاني

ثانيا: مظاهر التجربة فِي القصيدة العربية الحديثة

1-2/ الغربة فِي الكون

2-2/ الغربة ف المدينة

3-2/ الغربة فِي الحب

4-2/ الغربة فِي الكلمة

5-2/ خلاصة

ثالثا: المسار النقدي المعتمد فِي الفصل الثاني

رابعا: وضعية اللغة فِي الفصل الثاني

خامسا: الأسلوب الحجاجي فِي الفصل الثاني

أولا: المضمون الفكري للفصل الثاني

لَمْ يكن الشاعر العربي الحديث بمعزل عَنْ المؤثرات العامة المحيطة بِهِ، بدأ بواقع الهزيمة مَعَ نكبة فلسطين عام 1948، مرورا بالمد القومي الوليد، وصولا إِلَى انهيار الواقع العربي وما أحدثه من زرع الشكوك فِي نفوس المثقفين والمبدعين، وإسقاط كل الوثوقيات العربية التقليدية والثوابت المقدسة والطابوهات.

لَقَدْ مكنت كل هَذِهِ الاهتزازات الشاعر العربي الحديث من خلخلة الثوابت، والانفتاح عَلَى ثقافات العالم شرقه وغربه، وَكَذَا عَلَى التراث العربي، فكان:

  • استيعاب الروافد الفكرية القادمة من الشرق (مذاهب صوفية، تعاليم متحدرة من الديانات الهندية والفارسية والصابئة…)
  • الاستفادة من الفلسفات الغربية الحديثة، من وجودية واشتراكية…
  • التفاعل مَعَ أشعار بابلو نيرودا، وبول ايليوارس، ولويس أراكون، وكارسيا لوركا، وماياكوفسكي، وناظم حكمت، وتوماس إليوت…
  • التأثر بأشعار جلال الدين الرومي، وعمر الخيام، وفريد العطار، وطاغور…
  • الانفتاح عَلَى الثقافات الشعبية (سيرة عنترة بن شداد، سيرة سيف بن ذِي يزن، سيرة أبي زيد الهلالي، كتاب ألف ليلة وليلة…)
  • التعمق فِي النص القرآني وَفِي الحديث النبوي.
  • التمعن فِي الشعر العربي القديم.

بِكُلِّ ذَلِكَ غدا الشعر العربي الحديث وسيلة لاستكشاف الإنسان والعالم تعبيرا عَنْ ثمار الرؤيا الحضارية الجديدة الَّتِي استقرت عِنْدَ بعض الشعراء المعاصرين، من أمثال السياب، ونازك الملائكة، والبياتي، وصلاح عبد الصبور، وخليل حاوي، وأدونيس وغيرهم.

وَمِنْ الموضوعات الَّتِي تسجل حضورها بكثرة فِي الشعر العربي الحديث، تجربة الغربة والضياع الَّتِي يرجع الدارسون عوامل بروزها إِلَى: :

  • التأثر بشعر توماس إليوت، خاصة فِي قصيدته (الأرض الخراب)؛
  • التأثر بأعمال بعض المسرحيين والروائيين الوجوديين أمثال: ألبير كامو، وجون بول سارتر، وبعض النقاد مثل: كولن ولسون، خاصة فِي دراسته عَنْ اللامنتمي، وَهِيَ أعمال ترجمت إِلَى اللغة العربية وساعدت فِي تبني الشباب موجة من القلق والضجر انعكست فِي أشعارهم؛
  • عامل المعرفة، باعتبار المعرفة سلاح الشاعر الحديث.

إلَّا أن أحمد المجاطي لَا يقر بكون هَذِهِ المصادر هِيَ الوحيدة الَّتِي شكلت سبب نغمة الكآبة والضياع والتمزق، بَلْ هُوَ يرى أن هُنَاكَ جذورا لِهَذِهِ النغمة تَتَمَثَلُ فِي تربة الواقع العربي الَّذِي حولته النكبة إِلَى خرائب وأطلال، ذَلِكَ أن النكبة فِي نظره أهَمُ عامل فِي الدفع نَحْوَ آفاق الضياع والغربة بالشعر العربي الحديث، فليس الأمر مجرد نغمة سوداء استقدمها الشعراء بقدر مَا هُوَ مأساة حقيقية مصدرها هَذَا الواقع المنحل وَذَلِكَ التَارِيخ الملوث اللذين قدر عَلَى الشاعر العربي الحديث أن يحمل لعنتهما، مِمَّا يؤكد أصالة هَذِهِ التجربة وضرورة البحث عَنْ جذورها فِي الواقع، وتصوير أهَمُ مظاهرها البارزة فِي القصيدة العربية الحديثة، وَالَّتِي نذكر مِنْهَا :

  • الغربة فِي الكون
  • الغربة ف المدينة
  • الغربة فِي الحب
  • الغربة فِي الكلمة

ثانيا: مظاهر التجربة فِي القصيدة العربية الحديثة

1-2/ الغربة فِي الكون

حين حلت النكبة، وطرد العربي الفلسطيني من أرضه، ونفي من أمجاده وتاريخه وحاصرته المهانة والذل، وانفصل عما حوله من أشياء وقيم، مال إِلَى الشك فِي كل شيء، وَكَانَ الشاعر بفعل حساسيته المفرطة أبلغ من جسد هَذَا الميل حين جرب أن يحس بوحدته وتفرده فِي الكون، وتولى أمر نفسه بنفسه، فشكك فِي الحقائق، ومال إِلَى التفلسف الوجودي (الأنطولوجي) وتفسير الكون عقلا ومنطقا، بفعل إحساسه بالعبث والقلق والمرارة المظلمة.

وممن جسد هَذَا الميل نذكر: صلاح عبد الصبور، والسياب، وأدونيس، ويوسف الخال…

ثانيا: مظاهر التجربة فِي القصيدة العربية الحديثة

2-2/ الغربة ف المدينة

آمن الشاعر العربي الحديث بِأَنَّ هدف الشعر هُوَ تفسير العالم وتغييره، لذا وجد فِي المدينة المجال الأنسب لِتَحْقِيقِ هدفه، عَلَى اعتبار أَنَّهَا تمثل الوجه الحضاري للأمة بِكُلِّ أبعاده الذاتية والموضوعية، وتتخذ قناعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.

لكن المدينة العربية فقدت كَثِيرًا من مظاهر أصالتها حين غزتها سمات المدينة الأوربية، فأضحت مصانعها الحديثة وعماراتها الشاهقة وطرقاتها الفسيحة قالبا لَا يناسب واقع الأمة العربية المهزومة، مِمَّا غدى إحساس الشاعر العربي الحديث بالغربة فِي علاقته بالمدينة مكانا وناسا وقيما وأشياء، فكان أن سلك فِي تصوير هَذِهِ المدينة طرقا متعددة، فقد صورها فِي ثوبها المادي وحقيقتها المفرغة من كل محتوى إنساني، كَمَا فعل أحمد عبد المعطي حجازي فِي ديوانه (مدينة بلا قلب)، كَمَا اهتم الشاعر العربي الحديث بالناس فِي المدينة، فقدمهم صامتين يثقلهم الإحساس بالزمن، مشغولين بأنفسهم، لَا يكاد يلتفت الواحد مِنْهُمْ إِلَى الآخر.

ورغم هَذِهِ المواقف السلبية من المدينة فَإِنَّ الشاعر الحديث لَمْ يستطع الهروب مِنْهَا إِلَى الريف أوالغاب كَمَا فعل الرومانسيون، فقد وجد أن المدينة تحاصره، كَمَا عِنْدَ السياب مَعَ بغداد، إِذْ وجد أن الخلاص مِنْهَا يكمن فِي الموت، وكما عِنْدَ صلاح عبد الصبور فِي قصيدة (الخروج).

ثانيا: مظاهر التجربة فِي القصيدة العربية الحديثة

3-2/ الغربة فِي الحب

فشل ثالث يُضَافُ إِلَى فشل الشاعر العربي الحديث فِي فهم أسرار الكون وَفِي التأقلم مَعَ المدينة، إِنَّهُ فشله فِي الحب الَّذِي بَاتَ زيفا مصطنعا وبريقا واهما، ذَلِكَ أن هموم الشاعر العربي الحديث كثيرة متنوعة، وتركيبته النفسية معقدة لَا ينفع مَعَهَا ترياق الحب بمفهومه الروحي أوالمادي، فَلَمْ تعد المرأة بجسدها وأنوثتها ورقتها وجمالها قادرة عَلَى تخليصه من همه القاتل، بَلْ إن العلاقة بَيْنَ الزوجين تحولت إِلَى عداوة وقتال كَمَا عِنْدَ خليل حاوي فِي قصيدته (الجروح السود) من ديوانه (نهر الرماد)، والحب يموت كَمَا عِنْدَ عبد المعطي حجازي، أويصاب بالاختناق كَمَا عِنْدَ صلاح عبد الصبور.

ثانيا: مظاهر التجربة فِي القصيدة العربية الحديثة

4-2/ الغربة فِي الكلمة

كَانَت رغبة الشاعر العربي الحديث أن تكون كلمته قوة وحركة وفعلا، غير أن الزمن لَمْ يلبث أن حول الكلمة عَلَى لسانه إِلَى حجر، كَمَا قَالَ أدونيس فِي قصيدة (السماء الثَّـامِنَة) من ديوان (المسرح والمرايا)، فعاشت الكلمة بِذَلِكَ غربتها الذاتية فِي واقع لَا يربي سوى الصدى وخنق الجهر وقتل الكلام الصارخ، مِمَّا جعل الشاعر يلوذ بالصمت، كَمَا فعل البياتي فِي قصيدة (إِلَى أسماء) من ديوان (سفر الفقر والثورة) رغم كونه عذاب وسكون وحزن، حين اكتشف أن نضاله بالكلمة لَنْ يتجاوز تصوير الواقع البشع الَّذِي خلقته الهزيمة وحكمت عَلَيْهِ بمعاناته والاكتواء بناره، دُونَ أَنْ تمتلك الكلمة ميزة الحركة والفعل.

ثانيا: مظاهر التجربة فِي القصيدة العربية الحديثة

5-2/ خلاصة

شكلت هَذِهِ التنويعات الأربعة الأبعاد المختلفة لتجربة الغربة لَدَى الشاعر العربي الحديث، وَالَّتِي تبلورت فِي مفهوم دال واحد هُوَ الغربة فِي الواقع الحضاري، سَوَاء تمظهرت مِنْ خِلَالِ جانب واحد أَوْ أكثر، وَكَانَ هدفه الأساس هُوَ البحث عَنْ الخلاص الكلي إيمانا مِنْهُ أن وراء كل ظلمة نورا، وَأَن الموت نفسه وسيلة إِلَى الحياة حين لَا تبقى أية وسيلة أُخْرَى، فكان هُنَاكَ ارتباط وثيق بَيْنَ معاني الضياع والغربة ومعاني اليقظة والتجدد والبعث، وحصل تداخل بَيْنَ المعاني جميعها فِي قصائد الشعراء المحدثين.

ثالثا: المسار النقدي المعتمد فِي الفصل الثاني

اعتمد الناقد فِي دراسته التدرج التاريخي فِي تتبع نشأة الشعر الحديث اعتمادا عَلَى الوقائع التاريخية والتحولات الاجتماعية والفكرية المصاحبة، وَهُوَ مَا يتوافق مَعَ المنهج البنيوي التكويني خاصة وَأَن الكاتب يستخرج خصوصيات التجربة مِنْ خِلَالِ إنتاج الشعراء ويبحث فِي العناصر المتحكمة فِيهَا، مِمَّا جعل الناقد يتوقف عِنْدَ تيمة الغربة والضياع كمصطلح مشترك بَيْنَ شعراء هَذِهِ التجربة يتشكل تَبَعًا لوضعيات الشاعر مَعَ الكون والمدينة والحب والكلمة.

رابعا: وضعية اللغة فِي الفصل الثاني

اللغة تسير عَلَى نفس النسق اللغوي فِي الفصل الأول، يطغى عَلَيْهَا الطابع التقريري بِمَا أَنَّهَا تعتمد عَلَى معطيات تاريخية فِي تتبع مسار تجربة الشعر الحديث: تاريخية سياسية وتاريخية فكرية وتاريخية فنية، والجانب الفني يبقى محصورا فِيمَا يقدمه الكاتب من استشهادات شعرية يمكن تصنيفها فِي خانة التوثيق الَّذِي يعطي للفصل الطابع التاريخي الرسمي الموضوعي تسيطر عَلَيْهِ ذاتية الناقد الَّذِي يتحكم فِي توجيه عمله النقدي نَحْوَ أهداف محددة خاصة وأنه يركز عَلَى موضوع الغربة والضياع دون غيره من الموضوعات الأخرى.

.

خامسا: الأسلوب الحجاجي فِي الفصل الثاني

الناقد فِي هَذَا الفصل اشتغل عَلَى ثنائية متضادة مِنْ خِلَالِ الأطروحة ونقيض الأطروحة ليبين كَيْفَ أن نقمة نكبة 1948 تحولت عِنْدَ الشاعر العربي إِلَى نعمة جعلته يتخلص من سلطة الشعر التقليدي، ويمارس حريته فِي الإبداع والتألق بعيد عَنْ التقليد، فكان التركيب هُوَ الشكل الجديد الَّذِي أَصْبَحَ يميز تجربة الشعر الحديث.

أَمَّا الثنائية الثَّـانِيَة فتتمثل فِي ربط استمرار التطور والتجديد فِي الشعر الحديث بتوالي النكبات الَّتِي اعتبرها الناقد محفزا قويا يزيد من وثيرة التجديد عِنْدَ الشاعر إِلَى حد اعتبار النكبات ظاهرة صحية بِالنِسْبَةِ للشاعر والجودة الشعرية.

.

.

عَنْ الموقع

ان www.vuseen.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع التدريس والتوجيه وَالتَعْلِيم وَكَذَا اعلانات الوظائف بالمغرب,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية التربوية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها التلميذ والطالب و الأستاذ والمدير والباحث عَنْ فرص الشغل سَوَاء كت تابعة لمؤسسات الدولة اوغير تابعة لَهَا ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِوِزَارَةِ التربية الوَطَنِية والتَّكْوين المهني وَالبَحْث العلمي واي مؤسسة وطنية اخرى.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي men-gov.ma عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير men-gov.ma وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

À propos du site

men-gov.ma est une plate-forme indépendante complète et moderne qui suit le rythme de tous les sujets d’enseignement, d’orientation et d’éducation, ainsi que des offres d’emploi au Maroc, et comprend également un ensemble de services et de méthodes éducatives qui simplifient et expliquent les choses qui répondent aux besoins de l’étudiant, du professeur, du directeur et du chercheur d’emploi, privé ou public, Il est à noter que cette plateforme n’est pas reliée au ministère de l’Éducation nationale, et de la Formation professionnelle et de la Recherche scientifique, et à tout autre institution.
Chaque année, notre plateforme profite à plus de 25 millions de visiteurs de tous âges.
Sur men-gov.ma, nous avons pris en charge 4 principes:
Qualité et exactitude du contenu publié sur le site
Navigation fluide du site et bonne organisation afin d’obtenir des informations sans prendre la peine de chercher
Mise à jour continue du contenu publié et se tenir au courant des nouveaux développements du système éducatif
Ajout de fonctionnalités et de services éducatifs renouvelables
Depuis 3 ans, nous avons fourni plus de 50 000 articles et plus de 00 000 fichiers pour un développement permanent de notre plateforme qui correspond à vos aspirations, et le suivant est plus beau, si Dieu le veut.
⇐ Plateforme développée par DesertiGO et maintenue par men-gov.ma
⇐ Vous pouvez nous suivre sur les réseaux sociaux pour recevoir nos actualités: cliquez ici multi-aschl

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *