مهارة توسيع مقطع شعري (1) | أنشطة الإنتاج، ص: 160 | مكوّن التعبير والإنشاء
إنّ المتصفح لدواوين شعرنا الحديث يلاحظ أنّ كَثِيرًا من الشعراء قَد تحدثوا فِي قصيدة أَوْ أكثر عَنْ موضوع الاغتراب فِي المدينة مُنْذُ ديوان “الأشياء المنكسرة” للشاعر عبد الكريم الطبال.
لنقرأ هَذَا المقطع للطّبال، ففيه يُعبّرُ الشاعر عَنْ معاناته مَعَ الحزن فِي المدينة؛ حَيْتُ يعيش مَعَهُ جنبا إِلَى جنب، منكسر النفس مجهول الهوية، يُحدّث الناس فَلَا يكترث أحد لكلامه وَلَا أحد يجيبه. فتستمر رحلته فِي المدينة محاولا إيجاد العش، وَمَعَ ذَلِكَ لَا أحد يلاحظه وَهُوَ يمر؛ لِأَنَّ مروره عابر. فيجلس فِي المقهى وَلَا يسأله النادل شيئا. هُنَا فِي هَذِهِ المدينة الَّتِي تدمر فِيهَا الريح نفسها ويقتل فِيهِ البرد نفسه، يحلم الحزن أَنَّهُ قادم إِلَى المدينة وَهُوَ يمتطي حصانا أسطوريا من نار يحمل مَعَهُ وجه الحالم، وَكُل أشياء المدينة الَّتِي تسلب الشاعر ارتياحه ليعيش الاغتراب.
فالمدينة اغتراب ولوعة، مبنية عَلَى علاقة اللاتواصل والتجاهل، وَهُوَ مَا عبّر عَنْهُ الشاعر صلاح عبد الصبور فِي قصيدته بعنوان “أغنية للقاهرة”، حين قَالَ:
– أهواك يا مدينتي..
– أهواك رَغْمَ أَنَّّني أُنكرتُ فِي رِحابك
فالشاعر هُنَا يُحاول تصوير تجربة ذاتية انفعالية تجسّد الصراع بَيْنَ حبّه لمدينته وقسوتها عَلَيْهِ، والتعبير عَنْ حالات نفسية ومواقف فكرية تضفي أبعادا ذاتية وإنسانية وفنية.
من هُنَا يتبين إذن، أنّ للمدينة وجه آخر يجمع بَيْنَ متناقضين اثنين: تارة باعتبارها الفضاء الجميل الَّذِي يتجذر فِي نفس الشاعر، وتارة أُخْرَى باعتبارها فضاء سلبيا وسبباً للاغتراب يفقد فِيهَا الشاعر رغبته فِي الفرح، ليصير فضاء المدينة سوداويا مطلقا بعيد كل البعد عَنْ الراحة.
عَنْ الموقع
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي men-gov.ma عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير men-gov.ma وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا
À propos du site
Chaque année, notre plateforme profite à plus de 25 millions de visiteurs de tous âges.
Sur men-gov.ma, nous avons pris en charge 4 principes:
Qualité et exactitude du contenu publié sur le site
Navigation fluide du site et bonne organisation afin d’obtenir des informations sans prendre la peine de chercher
Mise à jour continue du contenu publié et se tenir au courant des nouveaux développements du système éducatif
Ajout de fonctionnalités et de services éducatifs renouvelables
Depuis 3 ans, nous avons fourni plus de 50 000 articles et plus de 00 000 fichiers pour un développement permanent de notre plateforme qui correspond à vos aspirations, et le suivant est plus beau, si Dieu le veut.
⇐ Plateforme développée par DesertiGO et maintenue par men-gov.ma
⇐ Vous pouvez nous suivre sur les réseaux sociaux pour recevoir nos actualités: cliquez ici multi-positivisite